Thursday, December 31, 2015

عام 2016 يا عام يا جديد


ها هي الأيام تدور والسنين تمر ونحن كأننا جُلُوسْ نستمتع بتفرج مرور الوقت بل نحتفل لتوديع عام وإستقبال أخر .. وكأن الرحلة الزمنية متعة نتنزه في مروج السنين وهي تتوالي .. نعد فيها .. عام مضي وعام قادم ثم عام يتلوه .. شريط الأيام كأنه فلم يمر نتدارك أنفاسنا أحيانا من فظاعته .. ها نحن نطوي عام 2015 بكلما إحتوي من مأسي وأحزان ولم يختلف عن العام السابق علي منطقتنا .. أوجاع في الجسد وجروح يصعب إندمالها بل جروح وشروخ زادت إتساعا وعجزت الأطباء عن إيتاء دواء لها .. يا عام يا جديد يا متجدد عدت علينا قادما من أي باب .. باب المعاناة وإزدياد الهموم أم باب الحلول وإنفراج الهموم .. سنين مضت وما زال باب الهموم هو المفتوح وما زالت السنين عبره تأتينا .. سنين مضت ومازال لهيب الهموم لم ينطفئ فينا .. سنين مضت والهموم والمعاناة قد دخلت شَبِعَت وترعرت فينا فكبرت وشِخْنَا وشاخَتْ هي فينا .. سنين مضت ونظن المعاناة تغادرنا يوما لكنها إستمرأت وإستوطنت فينا .. سنين مضت والمعاناة صارت هويتنا ورمز الحال فينا .. سنين مضت وسنين أخري عبر نفس الباب تأتينا .. سنين مضت وسنين أخري تحمل التشرذم والتبعثر والشتات والدوي والأنين .. سنين مضت وما زالت رمال الصحراء تقبر الرفات والعظام وكل ما تبقا فينا .. سنين مضت وما زالت المراكب تمخر عباب البحار تحمل الأجساد والأرواح قوتاً فتقتات الحيتان فينا .. مازالت السنين تمضي والحيتان تطلب المزيد والمراكب لم تتوقف تجلب فينا .. لا تمييز بين كهل وإمرأة ويافعاً جنيناً .. تجلب المزيد والمزيد يمضي لقاعٍ يأوينا .. لقاع تدفن فيه أحلامنا وتنبت فيه أحزاننا .. لقاع تتبعثر فيه أشلاؤنا وتسكن فيه زواتنا .. الفيافي الصحاري والبحار تحصد المزيد والمزيد من شبابنا .. هامت بهم الدنيا وضاقت بهم أوطانهم رغم سعتها .. هامت بهم الدنيا فصاروا حصادا للرمال وقاع البحار ..
يا عام يا جديد لقد تحطمت الأوطان وتصدعت البلدان وإزداد الشتات وتبعثر الأنسان وصار أشلاءاً وعم الخراب الديار فهلا حملت بَلْسَماً يداوينا .. هلا حملت دواءٍ لمأسينا .. هلا وهلا .. ننتظر مئات من الأيام نحلم بعام جديدٍ يأتينا .. بعام جدبد يشرق بصبحه فينا .. بعام جديدٍ يمسح دموع اليتامي ويوقف شلالات الدماء والدمار الذي عم والخراب الذي إستوطن وشمل كل مفاصل الحياة في حَضَرِنَا وروابينا .. يا عامٍ يا جديد ربوعنا صارت خرابا وعمارنا صار حطاما وترابا .. مدننا صارت أطلالاً واطفالنا صارت تلعب في بساتين اليأس وتقتات من حدائق الدمار والحياة صارت كابوساً تملأ دخانه السماء .. يا عام يا جديد هاهي ديارنا لا تميز طرقاتها بل لم يتبقي فيها طرقات  والأشلاء مبعثرةٍ تمنع الحلم من الخروج بل حتي من التكون قبل الخروج .. الحياة تخاف علي نفسها فغادرت بلداننا وتركت أوطاننا .. هاجرت وغادرت بل حتي الحياة لجأت لديار جديدة .. لاوطان جديدة .. لفضاء جديد حيث الحلم يستطيع التكون والخروج .. حيث الشمس تبزغ من جديد لتصبح يوم جديد ويصبح النهار ذو مزاقٍ وطعمٍ جديد ولا يصبح اليوم كيومنا هذا تليد .. حيث يستطيع الطفل أن يحلم ويلعب ويتهادي في المروج .. لقد كرهت الحياة ما رأت وشاهدت في أوطاننا فغادرت وهاجرت وقالت لا أقيم في أوطانٍ لا حلم فيه للصغار ولا سلام ولا أمان للكبار.. قالت الحياة لا أقيم في بلدانٍ لا يحبونني بل يسعون لِوَأْدِي وطمسي .. لوأدي وإسكاتي .. لوأدي وإخراص حسي .. غادرتنا الحياة وصرنا بلا حياة واسألوا الصحاري وقيعان البحار فهي تجيب.
يا عام يا جديد ويا متجدد .. هل آن الاوان لان نسترد الحياة فيك .. هل آن الأوان للأطفال أن تحلم فيك ولأن تسرح وتلعب فيك .. هل آن الاوان للحياة أن تعود وتستقر من جديد .. هل آن الأوان لأندمال جروحنا .. هل آن الاوان لمسح أحزاننا وعودة البسمة والفرحة الي وجوه الأمهات وهم يرون أطفالهم يمرحون ويسرحون ويلعبون .. هل آن الاوان أن يكون للأطفال قلم ودفتر وليس في كل ممر سلاح وعسكر...متاريس ومخفر .. هل آن الاوان أن يكون للأطفال حلم يكبر ويكبر.. أطفال في اليمن أطفال في ليبيا في العراق وفي سوريا والمشهد واحد لا يتغير.. والمشهد واحدٌ فقد تحجر .. يا عام يا جديد نود حلما لا يتكسر .. لا صواريخ ولا قنابل ولا تدمير ولا عسكر .. نود أن تعود المراعي كما كانت ولا قذائف ولا براميل من السماء تمطر .. نود للحلم أن يكبر ويظل ينمو ويكبر ..
كل عام جديد وأحلام أطفالنا في القرن الأفريقي والشرق الأوسط بالامان والسلام والأستقرار تتحقق .. كل عام جديد والحياة تعود من جديد .. ويعود القلم والدفتر وتختفي من الأحياء جموع العسكر ويعود للروابي لونها الاخضر ويحلم الأطفال ويقولوا عندما نكبر لن نسمح ان تَحْكُمَنا العسكر .. بل القانون وللقانون محضر ومخفر .. بل القانون وللقانون قوة لا تقهر .. بل القانون والقانون تحميه جموع البشر..