طاغية إعتلي فوق الجماجم والرفاة إعتلي .. إعتلي فوق الأشلاء والأجساد إعتلي .. إعتلي فوق الجثث والحطام إعتلي .. إعتلي فوق كرامة الأنسان فوق إنسانية الأنسان إعتلي .. إعتلي فوق العادات والتقاليد والأديان إعتلي .. إعتلي فوق حلم الصغار فوق أمل الكبار إعتلي .. إعتلي وأدمن الإعتلاء والتعالي .. أدمن الترفع والتباهي .. أدمن التبجح والإزدراء إستمرأ المنصب وصار لا يطيق أن يتخيل غيره في المنصب وكأن المنصب خلق ووجد من أجله وكأنه هو خُلِقَ لهذا المنصب ولا لغيرٍ سواه .. كاد كل المكائد وحبك كل الألاعيب حتي لا يقترب سواه من المنصب .. منعول أبو المنصب الذي من أجله تبعثرت الأشلاء ومن أجله سكبت الدماء ومن أجله سُكِلَتْ النساء ويُتِمَ الأطفال .. ومن أجله بكين الأمهات لأبناءٍ غادروا ولم ولن يعودوا أبداً .. غادروا وسوف لن تراهم البلاد أبداً .. سوف لن يكون منهم مهندسي ودكاترة المستقبل سوف لن يكون منهم معلمي ومربيي المستقبل لقد قضي عليهم الطاغية وحرم البلاد من الأستفادة من خبرات وكفاءات ومهارات جيل كامل .. لقد حرم البلاد ليكون لها جيل من المبرزين والمتفوقين في كل المجالات حرم البلاد لتكون منارة يستدل بها في كل المجالات بعد أن كانت منارة وطليعة في الأستماته من أجل الإستقلال الوطني بعد أن إفتدتها كل القوميات وإختلط دمهم جميعا من أجل التحرر والإستقلال الوطني .. لقد إمتزجت دماء كل الأديان والأعراق والأجناس .. فدتها كل النفوس بالغالي وهي لا تدري بأن الطاغية في الإنتظار .. الطاغية الذي يري الناس صغارا حتي ولو كانوا كباراً فالجميع في عينيه صغاراً .. الجميع في عينيه أدوات لتكريس السلطة أدوات لإبعاد المنافسين أدوات لزرع البغضاء أدوات للتطبيل وزرع الفتن ما ظهر منها وما بطن.. الطاغية منذ أيام الثورة سعي للتفتيت ولم يسعي يوما للتأطير ولم الشمل ووحدة الصف فرق ليسود أولاً ثم ساد وذاد الناس تفريقا .. كان يوقع إتفاقيات الوحدة مع الجبهة الواحدة تلو الأخري وكان يدري جيدا بأنها حبرٌ علي ورق وسوف لن تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه .. كان يدري جيدا بأنه يهدر في الطاقات ويبعثر في زخم الوحدة ويبني كوما من العثرات وركاما من الإخفاقات حتي يفقد الناس الأمل في وحدة الصف والمصير حتي يفقد الناس الأمل في جمع وتمتين عناصر الوحد مقومات الوحدة ومسببات الوحدة .. أراد تحطيم ذلك الأمل الحلم حتي لا تقوي شوكة الوطن ونحن ما زلنا في صناعته وما زلنا في الكفاح من أجل إستقلال ترابه .. أراد هذا الطاغية وزعيم العصابة الغير ميمونه منذ أن أنشأ "سلفي ناسنت" بعثرة جهد النضال وتمزيق الصف الوطني وتمرير أجندته وأجندة من أرسلوه الواحدة تلو الأخري .. وكثير من الوثائق قد برهنت ذلك .. في كل مرحلة يلعب ويستغل روح الوطنية والإخلاص عند المناضلين الشرفاء ويستخدمهم لتدمير الوطنيين المخلصين ممن حوله .. فأغلب من إلتحق بالشعبية لم يلتحقوا لخدمة الطاغية وإنما إلتحقوا لخدمة وتحرير أرض الوطن وهو ظل علي مدي السنين مستغلا لتلك الروح ولاعبا أحيانٍ أخري علي أوتار الدين كما فعلها أول مرة عندما إنفصل عن الجبهة وفي مراحلة أخري لاحقة .. روحه الخسيسة جعلته دائما يتحين الفرص للتخلص من الوطنيين الشرفاء .. الوطنيين الذين يدري بأنهم إن إستفاقوا له جعلوه إربًا إربًا لكنه يتقدي بهم قبل أن يتعشوا به هكذا وفي كل المراحل مستخدما من هم أقل خبرة ليزيح من هم أكثر خبرةٍ ودراية .. مستخدما من هم أقل تعليما ليزيح من هم من خيرة المتعلمين المستنيرين .. يستخدم الذين لُطِخَتْ أياديهم ليزيح بهم الشرفاء وهكذا مستخدما كل الوسائل.
أن الدين لا يمكن أن يكون الوتر الذي بإمكان النظام العصابة العزف
عليه دوما.. لقد تقطعت الأوتار من كثرة العزف عليها وتوقفت الأغاني التي تغني بها
طويلاً وتكسرت الاسطوانات التي أدارها عن كُرْهٍ وبِكُرْهٍ ومن أجل مكروهٍ... هذا
النظام الذي لم يجعل يوماً رغبات الشعب نصب عينيه ولم تكن مصالح الجماهير همه
وإهتمامه إنما توطيد سلطانه وتكريس سطوته وتمريق أنوف المواطنين الشرفاء حتي يخيف
بهم الغير ويضرب بهم المثل في جبروته وسطوته وتمرير أجندة من يعمل من أجلهم .. إنه
من المؤكد لا يعمل من الأجل الوطن أو المواطن فهذه قد سبتت علي مر السنين ... لقد
أذل حتي المقربين منه كانوا أحياءأ أو أمواتا .. فالأحياء رمي بهم في غياهب سجونه
وتحت حفره بعد أن إستخدمهم وإمتطي فوق ظهورهم .. أما الأموات رفض حتي معاملتهم
كأموات .. فالميت في كل بلدان العالم يُكَرَم بحسن دفنه أما رئيس العصابة الحاكمة
فيُحرِم دفن جثتة في أرض الوطن حتي ولو كانت لأحدٍ من المقربين الطائعين
أصحاب الولاء الشامل والكامل فقط لخلافٍ صغير وهم يحتسون سويا لخلاف صغير وهم
يلعبون سويا.. عصابةٌ يتقلص تعدادها كل يوم وزعيمهم يرمي بهم في السجون .. وبعضهم
يفر بجلده وتراهم يهومون في دروب المهجر يهومون.. تراهم في محطات المنافي علي
أبواب اللجوء يطرقون ولدروب المهجر يسلكون .. دروبٍ سلكها قبلهم المعذبون بطشا
والمضطهدون ظلما والمغلوبون علي أمرهم المغلوبون .. المغلوبون من هؤلاء الزبانية ..
المغلوبون من هؤلاء الجلادين واليوم عندما أتي دورهم يهربون .. الباطش واحد
والمبطوشون جميعا .. الظالم واحد والمظلومين كل الناس في الوطن .. يدير الدائرة
علي كل أفراد العصابة الواحد تلو الأخر وليس فيهم من يتعظ ويعي بأن الدور لا محال
آتٍ اليه .. دائرة تِلْوَ أخري يطويهم طياً ويلتهمهم إلتهاما وليس من يطويه
ويلتهمه إلتهاما .. برِع في الدسائس وكيد المكائد لقدماء أصحابه ولمعارضيه علي
السواء لكن لا محال هناك يومٌ لا يفر منه فراً ولا يفلت منه إفلاتاً .. لا محال
يومه قد دني وآن أوانه وهو في غمرةٍ عن أمره .. لقد طالت المعاناة كل البيوت كل
المعابد كل المسالك .. لقد بلغت الروح الحناجر ولا مفر من يومه الذي يراه بعيدا
وهو قد دني .. طاغية يتفنن في تعذيب شعبه لا يهمه إن إلتهمت الصحاري الآلاف منهم
وعظامهم مشتتةٌ في كل وادي .. لا يهمه إن إبتلعت البحار الألاف المؤلفة من
الهاربين مِنْ عَصْفِه وبطشه لا يهمه إن أصبحوا غذاءاً وطعاماً للصحاري وللذئاب والحيتان
.. لا يهمه إن تشردوا من وطنهم بعد أن ضحي أباؤهم وأجدادهم .. طاغية وكمثل كل
الطغاة تعصفهم ريحٌ عاتية تقتلعهم من جزورهم ولا تبقي فيهم باقية لا يدرون وأيامهم
قريبةٌ دانية .. لم يتعظ ممن مروا قبله من الطغاة .. لا يحترم الصغير ولا يوقر
الكبير يزج بهم في السجون زجاً .. لا يترك أطفال المدارس ولا من تجاوز التسعين ..
طاغية كل همه في سلطانه .. ففي التعذيب الناس سواسية وفي الترهيب الناس سواسية وفي
التشريد الناس سواسية وفي القتل الناس سواسية أما في الحقوق فهو فقط الذي له الحق
ولا غير سواه .. هو العبقري والمدرك لكل صغائر الأمور ولا دون سواه .. إن قراءة
التاريخ تلهمنا وتخبرنا بما جري ويجري لمثل هؤلاء والتاريخ لا يرحم فأين هم أصدقاؤه
القدامي وهو أدري بذلك ويعلم علم اليقين ما آلوا اليه أم يظن أنه يختلف عنهم .. لا
وألف لا فهو من نفس شاكلة من خانوا شعوبهم وأذاقو شعوبهم الويلات تعذيبا وترهيبا
وبطشا شديدا .. إنها مسألة وقتٍ وحسب والأيام سوف تدور وسوف يأتي ذلك اليوم الذي
يندم فيه وعندها لا تنفعه الحصون ولا جيوش من الحراس ولا ينفعه الندم .. كل ذلك
مرحلي والي مضض وسوف يمضي مثل غيره من الفراعنة الطغاة .. لم يحترم كبارات المجتع
من المسنين والشيوخ أبناء الثمانينات والتسعينيات يرمي ويزج بهم في السجون أليس له
أب شيخ أوعم شيخ أو خال شيخ أوحتي قريب شيخ مسن أو حتي عزيز مسن ليدري سوءة وشناعة
ذلك أم أنه عديم الإحساس والإنسانية ليعذب المسنين والشيوخ ... حتي أولائك الذين
تفانوا في خدمته عندما هربوا منه تاركين سلطانه ووزارته لم يتركهم وشأنهم في
المنافي بل زج بأبنائهم وأبائهم في السجون حتي وإن كان ممن تجاوزوا الثمانيين من
العمر وذلك ليس لأي جرم إرتكبه الشيخ الثمانيني وإنما جرمه الوحيد لأن إبنه كان من
رجالات البلاط وترك البلاط الي المنافي .. لم يغفر للشيخ الثمانيني مرضه ولا وضعه
الصحي بل ظل في غياهب السجن سنين حتي وإن دنت ساعته أخرجه وما هي الا وأيام حتي
وفارق الشيخ الثمانيني الحياة .. إن أرواح هؤلاء من المؤكد لن ولن تضيع هدرا وتروح
سُدي .. نسي وتناسي بأن البطش لا يولد الأ العزيمة والإصرار .. لا يولد الأ
الإيمان بالحق وصاحب الحق وإن طال الوقت دائما في إنتصار والباطش دائما في إنكسار
وإندحار .. فلا تيأس أيها الشعب الأبي فليل الظلم وإن طال فلا محال من الإنكسار
ونهار الحرية وإن تأخر فلا محال من الإنتصار.